رحلة الى أبواب الآخره
في ثنايا الليل المظلم وأنا بين الحقيقه و الحلم .. تجتاحني ذنوبي فتلفحني بشظاياها فأتلهف كالعطشان لُجرعة ماء
يالهي .. كيف أستقبل هذا السماء ووزي أحملي على ظهري.؟. في اليوم التالي زارني صديق عزيز فأخبرته
بما أكُنه بداخلي قال / أحساسك مرهف جميل ولكن آهـ من الأنسان يعرف ويتجاهل تتربع شمس اليقين
لتنير فؤاده ولكنك لاتجده الاّ في زحام الظلام قلت فما القارب المُنجي أذن ؟ قال هو الأيمان بربنا ساعه هو الأيمان
ثم دعاني لأذهب معه الى مكان ما .. تخطينا الدروب وأنا لأأعلم الى اين المسير ..؟ إذا هو يتجه بي نحو
مقبرة غافره . فقلت مابك تأتي بنا الى هنا ..؟ فقال أنه مكان يوقظ الأدراك وينثر الحكم على كل لسان حال
ثم مررنا بين القبور وأذا رجل يعمل حفارا في تلك المقبره الموحشه .. عرفنا ذلك من هندامه وأدوات الحفر
التي بيده .. أهـ ماأجمل أن يكون مشرفاً على هذه الرحله .. سلمنا عليه .فرد السلام ورحب بنا .. أخذنا
نتحدث معه ونسأله وهو يجيب .. عندها سألنه منذ متى تعمل هنا .؟قال أكثر من أربعة عقود ..وكيف بدأت هذهِ المهنه .؟. سكت طويلا ثم بدأ ينظر بعينيهِ البيضاويتان..وأخذ يتأوه
ثم نطق قائلا / أن سوألكما يذكرني بشقاوتي في صباي بغمرةِ نفسي في الفتنِ والأهواء .. كنت أسمع
المواعظ وأشرد والمنادي وأصم أُذُناي .. حتى تلك الليلة التي شاهدها معي القمر .. الناس ينادوني تعال
تعال الى أخاك لقد أصابته ُ أحدى النكبات وطوارق الزمان .. آهـ أخي مابه تناولته من بين أيدي الجميع
وأخذتهُ مسرعا الى الطبيب ..ولكن هيهات أن ينفع الطبيب توفي أخي وعيناه تبرقان في وجهي ولم تلحقا
بأرسالِ أهاتهما اليّ أخي أستقبل ربك وأنت مطمئن فقد كنت من أهل الخير كما عرف عنك ..ثم
أخذ الرجل يكفكف دموعه المتحدره على خديه .. ثم تنهد قائلا / وأذكر تلك الليله حملت أخي على كتفي بدل أن يحُمل
على النعش وأخذت السراج وأنزلتهُ في قبره حتى أنتهيت من موارته فكانت كل حفنة تراب تذكرني بنفسي وأخرتي.. فقررت أن أعمل هنا حفار للقبور
لأكون بجوار أخي وأمام صدق نيتي . وبعيدا عن أهواء نفسي وأغواها..
وبعد أن أتم الرجل حديثه المُبكي ودعناه .. بعد أن ملئت حقائبنا بالمواعظ والتذكير
كل ذلك تحقق من رحلة واحده كانت على أبواب الأخره
( فهل من مدكر)
||~