♥ ♥ Train Heartnet ♥ ♥ شخصية هامة
البلد : الجنس : عدد المساهمات : 1459 نقاط التميز : 3153 تم شكره : 4 تاريخ التسجيل : 17/08/2011 العمر : 26
| موضوع: قصة فتاة الورد السبت سبتمبر 10, 2011 7:32 pm | |
| [ فتاة الورد ]*:
- الساعة الخامسة والنصف صباحاً في اليوم السادس من شهر رجب الشريف , وفي إحدى ضواحي تلك المدينة الفارهة, أُسدل ستار القدر, منبئاً عن ولادة فتاة حسناء ذات بياض لؤلؤي, وعينان خَضراوان زادتاها ألقاً وبهاء, وشَعرٍ حريريْ جذابْ لم تكن تلك الولادة سعيدة كغيرها, حيث يُسر الأبوان والأقربون والأصدقاء بالمولود, بل كانت نتيجة العار والقلوب الآثمة, كانت نتيجة الخطيئة.
لقد ولدت في زقاق, قبالة شجرة شرقية, في يوم كست الغيوم السماء, لا صوت إلاّ مواء القطط من تلك المهملات القريبة من مهدها الدافيءْ, ساعةً وإذ بمارٍ للتو قد خرج من منزله بحثاً للقمة العيش, كان قد أَخرَجَ نفايات المنزل, لفت نظره رَضيعَةة كفلقةِ القَمر, ملقيةً على الأرض وبقربها زجاجة حليب, فهم قصتها, وَاستنجد بدار الرعاية الإجتماعية.
عاشَت تلك الطّفلَة التي سُمّيت نَجلاء في تلك الدّار, تلهو مع بقية الأطفال, بإشراف المربية سَارة, حتى بلغت من السنّ الثامنة, وفي إحدى لَيالي الخميس القَمرية وبعد غُروب الشّمس بلحظات, كانت تسرح شَعْرها وتنظر للمرآة بسعادة, فهي التي طالما أحبته, حيث كنّ أخواتها بالدار يقبطنها كثيراً, ويتمنين لو يمتكلن مثل شَعرِها, أنهت من تَسريحه وظلّت تتأمل بالفناء, حتى استراحت على عتبة الدّار, سَمِعت هَمس مسؤولة الدار تناجي شخصاً للتو قد جلب طفلاً, فعرفت قصة حضور الأطفال, فطالما كان الأطفال يعتقدون أنهم إخوة أيتام من غير سُؤال, لمْ تَستطِع أن تُمسك مشاعرها, صعدت إلى غرفتها وأجشهت في بكاءٍ مريرٍ, وعمدت إلى مِقصّ لها, وقامت بتقصيصِ شَعْرها نامَت على الأرض من ألمهاكالجثة الهامدة, كانت طِفلة بريئة طيبة, محبُوبة مربيتها وإخوتها.
أصبحَ الصباح, رَأت المربية حال نجلاء, سألتها مابكِ؟ ومن قص شعركِ بهذه الكيفية؟ أخبرتها, أهل صحيح هذا؟! قالت لها ماتعنين يا نجلاء؟! وسردت عليها ماسمعته. ضمت المربية سارة نجلاء إلى صدرها, وقالت: نعم, وذهبا في بُكاء وحسرة, وقالت لها صغيرني نجلاء, أريدكِ أن تكوني أقوى وأقوى, أعرفكِ ابنة طيبة القلب, أرجوكِ, عديني ألاّ تخيبي ليْ ظناً, وأن تكوني نجلاء التي أتمناها, عظمية القدر, جليلةَ الشأنْ, قالت لها أعدكِ يا أمي, مسحت المربية دَمعة نجلاء, وقالت لها سآخذكِ إلى مُصففة الشعر, فهكذا تبدين مضحكة, تقهقها سويّة من تلك التسريحة المأساوية, قامت المُمصففة بقص شعر نجلاء, وبدت بأجمل ماتكون, حتى أنّ الأطفال حولها كانوا يشيدون بمنظرها الجميل.
جنّ الليل بهدوئه, وحلت بركات الجُمُعة, قامت تلك المُربية الفاضلة, وصلّت لله ركعتين بأن يحفظ هؤلاء الأطفال لاسيما نجلاء ..
بدأت نجلاء تهتم بدروسها بحماس أكثر, منظمة وقتها, محافظة على صلاتها, أتقنت العربية والإنجليزية والفرنسية وهي بالمرحلة الثانوية
, ذات يوم .. وهي غارقة بالتأمل, أخبرتها مسؤولة الدار, بأنّ زميلها جَواد يريد التقدم لخطبتها, قالت لها سأخبرك بالمساء, استشارت المربية, فقالت لها إنّه ولد نبيل, وافقت عليه في سرور, تمت خطبتهما, ومن ثم زواجهما بعد التخرّج من الجامعة, في فرحة غامرة عمّت الدار وأهله, أهدتها المسؤولة عقداً من الذهب, وأهدتها المُربية سواراً وعقدا من الياسمين, وأهديا جواداً تذكرتا سفر لتركيا, بناء على رغبتي الزوجين, بدء إخوتهما بتقديم الهدايا لها ولزوجها, واحداً تلو الأخر, وواحدة تلوى الأخرى.
نجلاء خريجة علم إجتماع وتعمل معيدة بكلية الآداب, وجواد خريج إدارة ويعمل بشركة بترولية ضخمة ترقّى فيها وأصبح رئيساً لقسم الموظفين, رزقا بولدين هما يحيى وعلي, وبنتاً اسمها ليلى, واصلت نجلاء نجاحاتها, فطرحت رسالتها في الدكتوراة حول قسوة المجتمع وبراءة طفل بلاء آباء, لاقى بحثها الرأي العام, أصبحت شهيرة, كأستاذة ناجحة, وإعلامية متمكّنة, وباحثة إجتماعية.
كلما رأت معلمتها, تكاد الأرض لاتسعها, أما مربيتها ترى دنيتها في نجلاء, كانت نجلاء كلما لاقتها, أهدتها باقة ورد, فهي تقول في ذاتها: لاشيء مثلها إلاّ الورد. | |
|